الأحد، 23 يناير 2022

أسطورة أوزوريس

مقتطفات من كتاب الموتى المصري، حيث يصور حورس على أنه الإله برأس الصقر، أوزوريس (المتوج بإله العالم السفلي) وإيزيس ونفتيس تقفان خلفه.

 

أوزوريس (أوزير)
جه ع المصريين عصر ذهبي كانوا عايشين فيه في رخاء وسعادة ولدع تحت رعاية رع وكان وقتها أوزوريس ( أوزير) الملك وحاكم مصر وجنبه الربة إيزيس بصفتها الزوجة الملكية وملكة مصر الجميلة.

خلونا نتكلم شوية عن أوزوريس هو أحد أهم الآلهة المصرية، ابن الإلهين نوت (السما) و حب (الأرض) وكان إله الخصب و الننماء المسؤول عن إنبات الأراضي بتاعة دلتا النيل قبل ما يتحول لحاجه تانيه هنعرفها في آخر القصة.


 ، أوزير كان ملك عطوف ومتعاون، علم المصريين ازاي يزرعوا المحاصيل ويسقوها من ماية فيضان النيل، وسن القوانين وخلى كل شيء منظم وصحيح.

في يوم قرر أوزوريس يخرج في رحلة طويلة عشان يمنح سكان الأرض من هبات الحضارة والتمدن.

إيزيس

حكمت أيزيس مصر وقت غيابه، وكان بتراقب "ست" اللي هو أخو أوزويس عشان كانت حاسه إنه بيغير من أخوه وبيحقد عليه - الستات دايما إحساسها مش بيخيب -، دايما كامن خايفه من إن ست يإذي اخوه عشان يتستولى على العرش. والحقيقة إن ست كان فعلا بيخطط بإنه يطيخ بإوزير لكنه كان دايما يأجل الخطوة دي لحد ما يلاقي الفرصة المناسبة.


لحد ما رجع أوزير من رحلته....


لما خرجت إيزيس في رحلة قصيرة -مكانوش بيقعدوا- ست عزم اوزير عشان يحضر وليمة فخمة في القصر بتاعه وأول ما وصل أوزير ست قد يمثل ويعمل بريء، 

لأ ... ده مش أصل مذبحة القلعة، ست عمل حاجه مختلفة.

جاب صندوق متزين أجمل زينة (على شكل تابوت) وأمر الخدم إنهم يجيبوا الصندوق لمكان الحفلة، كل اللي موجودين بما فيهم أوزير انبهروا بشكل وفخامة التابوت!

وست قالها عندي ليكم عرض جناان، كل واحد فيكم هياخد دوره بإنه يدخل التابوت ده، اللي هيجي على مقاسه هياخده هديه مني.

 طبعا كل واحد من الضيوف الهُبل خد دوره وجرب التابوت لحد ما جه دور مييين؟ أوزوريس و ياترى إيه اللي حصل؟ بالظبط، التابوت كان مقاسه وكان متصمم أصلا عشانه.

ابتسم ست وقاله، التابوت دلوقتي ليك للأبد يا حبيب أخوك .

ست (إله الفوضى وأخو أوزير)


بدأ الخدام يبعدوا الناس ويفرقوهم وست صب التابوت برصاص منصهر وقفل تماما، وبكده، قتل اوزوريس وشالوا التابوت ورموه في النيل.


وصاح ست " أخيرا خلصت من المحسن الطيب عديم القيمة ده! دلوقتي أقدر استمتع بالحكم وبكل هبات رع لوحدي اللي كانت ليا طبعا من البداية!

وأعلن نفسه الملك الجديد الحاكم لمصر.


رجعت ايزيس من رحلتها، وعرفت المأساة اللي حصلت لزوجها وبالمملكة اللي بقت تحت حكم ملك شرير، ملت الدنيا حزن وقصت شعرها ولبست ثوب أسود على الطريقة المصرية القديمة في الحداد وبدأت رحلتها في محاولة إنها تلاقي جثمان زوجها أوزير عشان تعمله جنازة مناسبة تليق بيه لإن حسب العقيدة المصرية الممتى مش بيرقدوا بسلام إلا بعد إقامة شعائر جنائزية ضرورية ليهم.

دورت إيزيس في كل شبر من النيل حوالين المنطقة اللي قام فيها المجرمين دول بالتخلص من التابوت.

بس بعد ما فكرت، قالت أكيد التابوت اندفع من نهر النيل للبحر، وحسب تيارات أمواج المحيط الأخصر العظيم  (اللي هو حاليا البحر المتوسط اللي المصريين كانوا عاملين فيه خطوط ملاحية بين مصر والشام خصوصا ميناء كبن -جبيل او بيبلوس- اللي هو في عصرنا ده لبنان.) عرفت ان التابوت  اتجه للشمال وسابت مصر في عربية بتجرها الخيل متجه لفلسطين عشان تدور وتسأل على تابوت عايم, سألت كل الناس لكن الكل قال إنه مشافش حاجه.

بعدين عرفت إيزيس إن في صندوق طفا على الشط قرب مدينة اسمها بيبلوس (جبيل)، وصل بين جذور شجرة هزيلة صغيرة. كان جسم أوزير محتفظ لسه بكل طاقة الخصوبة الهايلة اللي فيه حتى وهو في حالته دي. ولأن زي ما قولنا هو كان عنده قوة التخصبت والانماء، حصلت معجزة، الشجرة كبرت لأكبر حجم ليها في ليلة واحده بس! محتوية جوه جذعها الصندوق لدرجة إن لما ملك المدينة عرف المعجزة دي أمر بقطع الشجرة وإحضارها عشان تستخدم كعمود في قصره ومكنش عنده أي فكرة إن في جثة إله جوا الجذع ده.


اتنكرت ايزيس وعملت حوار بإنها  اتنكرت في ملابس بسيطة ودخلت القصر وكسبت ثقة الملك والملكة وكانت بتروح كل يوم بليل عند الجذع تبكي على زوجها لكن بعد فترة اعترفت انهم زوجين ملكيين وان الإله أوزير محبوس جوا العمود، على الكول الملك قرر يشق الجزع وطلعوا التابوت جوااه جسم اوزوريس سليم وقد التابوت لإيزيس والعمود فضل محفوظ في بيبلوس (جبيل) زي ما قولنا لعدة قرون.


إيزيس وأوزوريس وحورس
رجع إيزيس لمصر، واتجنبت كل المدن والأماكن الزحمة عشان عشان محدش يلاقيهم وفتحت التابوت وبصل لزوجها وكان شكله كأنه نايم بس، حضنته وهي بتبكي وقفلت التابوت تاني وفضلت فترة كبيرة تحميه بس في يوم، لما خرجت عشان يصطاد طيور في مستنقعات النيل، اتكعبل ف التابوت اللي كانت ايزيس محبياه بين النباتات وأول ما عرف ست -الملك الجديد اللي كان بيحكم رعيته بكل قسوة- فتح التابوت وطلع الجثة وقال لست دلوقتي هدمرك! ده اللي كان المفروض اعمله من الأول! وبكل غضبب قطع أوزير كذا قطعة وأمر أعوانه يخبوا كل قطعو في مكان مختلف فمصر وكان متأكد ان ايزيس مش هتلاقيه المرة دي!

لكن ست استخف بقوة أيزيس مرة تاني، فضلت تدور بكل قوة وطاقة بمساعدة نفتيس مرات ست اللي كانت بتحب ايزيس واوزوريس اكتر من حبها لجدوزها الشرير، وبعد فترة جمعوا كل القطع المتخبية وقدرت ايزيس ترتب كل القطع مع بعض وبقوة سحرية نجحت تعيد اوزوريس للحياة مرة تانية لـ ليلة واحده بس مستعينة بكل التعاويذ السحرية، في اللية دي، حملت بطفلها "حورس" اللي هينتقم لأبوه لما يكبر وهنحكي عنه في مرات جايه.

في اليوم التالي غادر الإله أوزوريس الأرض للأبد، لكنه تجاوز الموت ، لأن رع "كبير الآلهة" عينه سيد للعالم السفلي/ ومن وقتها، محدش من المصريين بقى يخاف الموت عشان عارفين إن أرواحهم هتلاقي الرعاية الكاملة في مملكة السلام اللي بيحكمها أوزوريس وبقا اوزوريس رمز لتجديد الحياة ووجود دورة تانيه للحياة بعد الموت.


نوت: تصوير أوزوريس عند المصريين القدماء كان بالألوان الابيض والأسود والأخضر، الألوان هنا مكنش ليها علاقة بلون الجلد فمثلا الأخضر كان انعكاس لإرتباط أوزير بفكرة البعث أو تجدد الميلاد. عشان الناس بتوع المصريين القدماء كانوا أفارقة ميتكلموش :D


للأستماع للقصة ساوندكلاود: https://soundcloud.com/ebtehal-mohamed/osiris

يوتيوب: https://www.youtube.com/watch?v=4QWtXoNe5SY&t=1s

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بيت الكريتليه - فلكلور مصري من السيدة زينب

قصة النهارده فلكلور مصري أصيل عن مكان تحفة منسي وسط أحياء القاهرة القديمة جنب مسجد أحمد ابن طولون.. القصة واحده من الأساطير الـ 14 عن بيت ال...