الأحد، 23 يناير 2022

أسطورة أراكني

The SpinnersDiego - Velazquez


 كان في بنت اسمها أراكني كانت موهوبة جدا جدا في الغزل لدرجة إن الناس بيجيولها من كل مكان عشان يشووفها وهي بتغزل وحوريات الغابة والمايه بيسيبوا الغابات والأنهار عشان يستمتعوا وهما بيشوفوها وهي بتنسج.


طبعا بما إن الكل عارف إن أثينا (إلهة الحكمة والقوة وإلهة الحرب وحامية المدينة) كانت ببراعتها في الغَزْل والنسيج وإن هي اللي بتوهب المهارة دي للبشر أصلا فكانت أراكني دايما تسمع الناس بتقول أكيد أتدربت كتير على إيد أثينا وهي اللي خلتها بالمهارة دي.

أراكني معجبهاش الكلام ده وقالت لأ طبعا أنا متعلمتش من حد وكانت شايفه نفسها أحسن من أثينا أصلا!


أثينا بقى مع زيادة شهرة أراكني بدأت تغير منها، فـ أتنكرت في شكل ست عجوزة وراحت لأراكني يمكن تستهدى بالله كده وتغير رأيها أو تعتذر لأثينا وتعترف إنها اللي ادتها الموهبة دي بس أراكني نشفت دماغها وقالتلها امشي يا ولية يا عجوزة ده أنا ممكن أدخل في منافسة مع أثينا نفسها نفسها لو قبلت التحدي! قامت أثينا كشفت عن نفسها ورجعت لهيئتها تاني وقالتلها قبلت التحدي ونشوف مين اللي هيكسب.


وبدأوا المسابقة وأثينا غزلت سجادة تحفة! عليها صور كل الألهة وقصص انتصارات أثينا وصورة لبوسيدون وصورة لزيوس كبير آلهة الإغريق والناس مكانوش مصدقين عظمة وجمال وسحر اللوحة ومكانوش عارفين إزاي أراكني هتقدر تنافسها.


René-Antoine Houasse - Minerve and Arachne
أراكني عملت إيه بقى يا رجالة؟؟؟؟ غزلت سجادة عليها الآلهة برضو بس وهما بيسكروا ويعربدوا وعليها كام صورة لزيوس وهو -كالعادة- بيشقط أي واحده معدية.

أثينا اتجننت من المسخرة اللي صورت بيها الآلهو خصوصا زيوس أبوها ولعنت أراكني بإنها لمست جبينها عشان تفضل حاسه بالذنب من اللي عملته ده طول عمرها، أراكني مقدتش تستحمل الإحساس بالذنب والعار فـ شنفت نفسها.


في الأساطير الرومانية (اللي كانت نسخة من الأساطير الإغريقية مع تغيير الأسامي) أثينا/منيرفا لما لقت أراكني مشنوقة ومتعلقة صعبت عليها وقالتلها:  "فلتقومي حية، ولكن معلقة في الهواء إلى الأبد، ولا تعقدي علي أملا بعد، إذ سيكون هذا مصير أبنائك وأحفادك من بعدك"  بعدين بعدت عنها ونشرت على أراخني عصارة عشب مقدس وأول ما لمست أراكني وقع شعرها وضمرت مناخيرها وودانها وراسها وبقية اطرافها وبرزت في جنبيها أصابع دقيقة بدل رجليها ودراعاتها ومبقاش منها الا بطنها بيطلع منها الخيوط وأتحولت لعنكبوت بيغزل للأبد.



الأساطير بتقول إن أراكني أو عنكبوت عالأرض وعنكبوت باليوناني يعني أراكني حتى منها فوبيا العناكب Arachnophobia


السؤال هنا:

هل أراكني كانت غلطانة إنها إتغرت ومعترفتش بالهبة اللي وهبتهالها أثينا واتحدتها "زي أي فنان بيهرب من السلطة والقيود" 

ولا أثينا اللي غلطت وكانت بتحقد على إنسان كانت بتتحرر من سلطتها؟

للإستماع للقصة على يوتيوب: https://www.youtube.com/watch?v=3oeMp5TZx08&list=PLtdlVrjW_A4Pi5AhkcIpto1_SPkFY3R-D&index=1

ساوندكلاود: https://soundcloud.com/ebtehal-mohamed/arachnemyth

أسطورة أوزوريس

مقتطفات من كتاب الموتى المصري، حيث يصور حورس على أنه الإله برأس الصقر، أوزوريس (المتوج بإله العالم السفلي) وإيزيس ونفتيس تقفان خلفه.

 

أوزوريس (أوزير)
جه ع المصريين عصر ذهبي كانوا عايشين فيه في رخاء وسعادة ولدع تحت رعاية رع وكان وقتها أوزوريس ( أوزير) الملك وحاكم مصر وجنبه الربة إيزيس بصفتها الزوجة الملكية وملكة مصر الجميلة.

خلونا نتكلم شوية عن أوزوريس هو أحد أهم الآلهة المصرية، ابن الإلهين نوت (السما) و حب (الأرض) وكان إله الخصب و الننماء المسؤول عن إنبات الأراضي بتاعة دلتا النيل قبل ما يتحول لحاجه تانيه هنعرفها في آخر القصة.


 ، أوزير كان ملك عطوف ومتعاون، علم المصريين ازاي يزرعوا المحاصيل ويسقوها من ماية فيضان النيل، وسن القوانين وخلى كل شيء منظم وصحيح.

في يوم قرر أوزوريس يخرج في رحلة طويلة عشان يمنح سكان الأرض من هبات الحضارة والتمدن.

إيزيس

حكمت أيزيس مصر وقت غيابه، وكان بتراقب "ست" اللي هو أخو أوزويس عشان كانت حاسه إنه بيغير من أخوه وبيحقد عليه - الستات دايما إحساسها مش بيخيب -، دايما كامن خايفه من إن ست يإذي اخوه عشان يتستولى على العرش. والحقيقة إن ست كان فعلا بيخطط بإنه يطيخ بإوزير لكنه كان دايما يأجل الخطوة دي لحد ما يلاقي الفرصة المناسبة.


لحد ما رجع أوزير من رحلته....


لما خرجت إيزيس في رحلة قصيرة -مكانوش بيقعدوا- ست عزم اوزير عشان يحضر وليمة فخمة في القصر بتاعه وأول ما وصل أوزير ست قد يمثل ويعمل بريء، 

لأ ... ده مش أصل مذبحة القلعة، ست عمل حاجه مختلفة.

جاب صندوق متزين أجمل زينة (على شكل تابوت) وأمر الخدم إنهم يجيبوا الصندوق لمكان الحفلة، كل اللي موجودين بما فيهم أوزير انبهروا بشكل وفخامة التابوت!

وست قالها عندي ليكم عرض جناان، كل واحد فيكم هياخد دوره بإنه يدخل التابوت ده، اللي هيجي على مقاسه هياخده هديه مني.

 طبعا كل واحد من الضيوف الهُبل خد دوره وجرب التابوت لحد ما جه دور مييين؟ أوزوريس و ياترى إيه اللي حصل؟ بالظبط، التابوت كان مقاسه وكان متصمم أصلا عشانه.

ابتسم ست وقاله، التابوت دلوقتي ليك للأبد يا حبيب أخوك .

ست (إله الفوضى وأخو أوزير)


بدأ الخدام يبعدوا الناس ويفرقوهم وست صب التابوت برصاص منصهر وقفل تماما، وبكده، قتل اوزوريس وشالوا التابوت ورموه في النيل.


وصاح ست " أخيرا خلصت من المحسن الطيب عديم القيمة ده! دلوقتي أقدر استمتع بالحكم وبكل هبات رع لوحدي اللي كانت ليا طبعا من البداية!

وأعلن نفسه الملك الجديد الحاكم لمصر.


رجعت ايزيس من رحلتها، وعرفت المأساة اللي حصلت لزوجها وبالمملكة اللي بقت تحت حكم ملك شرير، ملت الدنيا حزن وقصت شعرها ولبست ثوب أسود على الطريقة المصرية القديمة في الحداد وبدأت رحلتها في محاولة إنها تلاقي جثمان زوجها أوزير عشان تعمله جنازة مناسبة تليق بيه لإن حسب العقيدة المصرية الممتى مش بيرقدوا بسلام إلا بعد إقامة شعائر جنائزية ضرورية ليهم.

دورت إيزيس في كل شبر من النيل حوالين المنطقة اللي قام فيها المجرمين دول بالتخلص من التابوت.

بس بعد ما فكرت، قالت أكيد التابوت اندفع من نهر النيل للبحر، وحسب تيارات أمواج المحيط الأخصر العظيم  (اللي هو حاليا البحر المتوسط اللي المصريين كانوا عاملين فيه خطوط ملاحية بين مصر والشام خصوصا ميناء كبن -جبيل او بيبلوس- اللي هو في عصرنا ده لبنان.) عرفت ان التابوت  اتجه للشمال وسابت مصر في عربية بتجرها الخيل متجه لفلسطين عشان تدور وتسأل على تابوت عايم, سألت كل الناس لكن الكل قال إنه مشافش حاجه.

بعدين عرفت إيزيس إن في صندوق طفا على الشط قرب مدينة اسمها بيبلوس (جبيل)، وصل بين جذور شجرة هزيلة صغيرة. كان جسم أوزير محتفظ لسه بكل طاقة الخصوبة الهايلة اللي فيه حتى وهو في حالته دي. ولأن زي ما قولنا هو كان عنده قوة التخصبت والانماء، حصلت معجزة، الشجرة كبرت لأكبر حجم ليها في ليلة واحده بس! محتوية جوه جذعها الصندوق لدرجة إن لما ملك المدينة عرف المعجزة دي أمر بقطع الشجرة وإحضارها عشان تستخدم كعمود في قصره ومكنش عنده أي فكرة إن في جثة إله جوا الجذع ده.


اتنكرت ايزيس وعملت حوار بإنها  اتنكرت في ملابس بسيطة ودخلت القصر وكسبت ثقة الملك والملكة وكانت بتروح كل يوم بليل عند الجذع تبكي على زوجها لكن بعد فترة اعترفت انهم زوجين ملكيين وان الإله أوزير محبوس جوا العمود، على الكول الملك قرر يشق الجزع وطلعوا التابوت جوااه جسم اوزوريس سليم وقد التابوت لإيزيس والعمود فضل محفوظ في بيبلوس (جبيل) زي ما قولنا لعدة قرون.


إيزيس وأوزوريس وحورس
رجع إيزيس لمصر، واتجنبت كل المدن والأماكن الزحمة عشان عشان محدش يلاقيهم وفتحت التابوت وبصل لزوجها وكان شكله كأنه نايم بس، حضنته وهي بتبكي وقفلت التابوت تاني وفضلت فترة كبيرة تحميه بس في يوم، لما خرجت عشان يصطاد طيور في مستنقعات النيل، اتكعبل ف التابوت اللي كانت ايزيس محبياه بين النباتات وأول ما عرف ست -الملك الجديد اللي كان بيحكم رعيته بكل قسوة- فتح التابوت وطلع الجثة وقال لست دلوقتي هدمرك! ده اللي كان المفروض اعمله من الأول! وبكل غضبب قطع أوزير كذا قطعة وأمر أعوانه يخبوا كل قطعو في مكان مختلف فمصر وكان متأكد ان ايزيس مش هتلاقيه المرة دي!

لكن ست استخف بقوة أيزيس مرة تاني، فضلت تدور بكل قوة وطاقة بمساعدة نفتيس مرات ست اللي كانت بتحب ايزيس واوزوريس اكتر من حبها لجدوزها الشرير، وبعد فترة جمعوا كل القطع المتخبية وقدرت ايزيس ترتب كل القطع مع بعض وبقوة سحرية نجحت تعيد اوزوريس للحياة مرة تانية لـ ليلة واحده بس مستعينة بكل التعاويذ السحرية، في اللية دي، حملت بطفلها "حورس" اللي هينتقم لأبوه لما يكبر وهنحكي عنه في مرات جايه.

في اليوم التالي غادر الإله أوزوريس الأرض للأبد، لكنه تجاوز الموت ، لأن رع "كبير الآلهة" عينه سيد للعالم السفلي/ ومن وقتها، محدش من المصريين بقى يخاف الموت عشان عارفين إن أرواحهم هتلاقي الرعاية الكاملة في مملكة السلام اللي بيحكمها أوزوريس وبقا اوزوريس رمز لتجديد الحياة ووجود دورة تانيه للحياة بعد الموت.


نوت: تصوير أوزوريس عند المصريين القدماء كان بالألوان الابيض والأسود والأخضر، الألوان هنا مكنش ليها علاقة بلون الجلد فمثلا الأخضر كان انعكاس لإرتباط أوزير بفكرة البعث أو تجدد الميلاد. عشان الناس بتوع المصريين القدماء كانوا أفارقة ميتكلموش :D


للأستماع للقصة ساوندكلاود: https://soundcloud.com/ebtehal-mohamed/osiris

يوتيوب: https://www.youtube.com/watch?v=4QWtXoNe5SY&t=1s

بيت الكريتليه - فلكلور مصري من السيدة زينب

قصة النهارده فلكلور مصري أصيل عن مكان تحفة منسي وسط أحياء القاهرة القديمة جنب مسجد أحمد ابن طولون.. القصة واحده من الأساطير الـ 14 عن بيت ال...