الأحد، 15 مارس 2020

أسطورة الظل







لم يستطع أيُّ من شيوخِ قريتنا أو حتى شبابها إيجاد تفسيرٍ لتلك الكائنات المعتمة التي ظهرت فجأة في قريتنا.
أول مرةً رأينا واحدًا من تلك الكائناتِ كانت برفقة الرجل الذي ماتت زوجتُه، وقد كانت هي أولُ من ماتَ في القرية. سمعناه يقول أنه عندما ماتت أمضى الليلةَ بطولها يبكي وينتحب، لم يحتمل فُقدانها وكاد المسكينُ أن يفقد عقلَهُ من الوحدة، فقد كان معتزلاً الناس ولم يكن له سواها منذ أن جاءا وسكنا القرية وحيدين. في صباحِ اليومِ السابع، عندما قرر أخيراً مغادرة منزله وجدنا ذلك الشيءَ المعتم يتبعه كلما مشى، كان انعكاساً أسوداً لجسده على الأرض ، أحياناً يكبره فالحجم وأحياناً يصغره. وعندما سألناه عنه أخبرنا أن ذلك الكائنُ المعتم هو من مخلوقاتِ السماء بعثت به زوجتُه إليه بعد أن توسلت الرب أن يبعثَ من يرافق زوجها المسكين ليؤنس وحدتِه ويخفف حزنِه الذي كاد أن يُذهب عقله.


لكننا مع ذلك لم نفهم طبيعةَ ذلك الكائن جيداً إلا عندما ماتت الجدة المعمرة في قريتنا، كان كلُ أهل القرية يكنون لها حباً كبيراً وقد أدمى فراقها قلوبنا. صحونا لنجد تلكَ الكائنات ترافق كل واحدِ من أهل القرية، وصار كل من يولد في قريتنا يصاحبه من طفولتِه ذلكَ الكائن الأسود، فعرفنا أن الربَ قرر أن يمنح أهلَ قريتنا من يؤنس وحدتَهم، وينسيهم في نهارِهم نحيبهم الليلي، و ربما ليُذكرنا أننا جميعاً وبشكلٍ ما قد فقدنا من أرواحِنا شيئًا غامضاً إلى الأبد.


-----------


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بيت الكريتليه - فلكلور مصري من السيدة زينب

قصة النهارده فلكلور مصري أصيل عن مكان تحفة منسي وسط أحياء القاهرة القديمة جنب مسجد أحمد ابن طولون.. القصة واحده من الأساطير الـ 14 عن بيت ال...